تأثرت كثيراً بقصة الداعية سعيد الزياني وهو يروي لي قصة هدايته وعلاقته بأمه التي كانت تدعو له ليلاً ونهاراً بأن يهديه الله وهو بعيد عنها في مصر حيث كان مع الفنان عبد الحليم حافظ ومكث معه أكثر من خمس سنوات ملحناً ومغنياً ووالدته في المغرب ترفع يدها إلى السماء..
فكتب الله الهداية لأخيه الأكبر محمد، وبعدها أصيبت والدته بسرطان في الثدي فكان سعيداً بقربها في المستشفى وتأثر كثيراً بمرضها.
ثم أخبرته بأنها تريد أن تذهب إلى العمرة وهي طريحة الفراش ومقعدة على السرير ونسبة الأمل في حياتها بعد العملية لا تتجاوز اثنين بالمائة كما أخبر الطبيب المشرف على علاجها.
فحاول إقناعها بأن سفرها فيه خطورة عليها، ولكنها أصرت على الذهاب لإيمانها بأن «ماء زمزم لما شرب له».
فأخذها إبنها على الكرسي وسافر بها إلى مكة ومكث بمكة شهراً كاملاً تصلي على كرسيها وتغتسل بماء زمزم كل يوم وكانت المفاجأة أنها بعد مرور شهر رجعت إلى المغرب تمشي على قدميها.
وقد تعجب كل الأطباء من هذه المعجزة الربانية لأثر ماء زمزم خصوصاً إذا شربه المسلم بنية.
وكتب الله لإبنها الفنان الهداية والتوفيق فإنطلق ليتعلم الدين على يد العلماء والدعاة حتى أصبح داعية متميزاً وخطيباً مفوهاًً.
وهكذا فإن الله تعالى لا يخيب ظن العبد إذا ظن في الله خيراً، فقد إستجاب الله لدعاء أمه بشفائها، كما إستجاب لدعائها في هداية إبنها سعيد.
ومن طريف ما سمعت منه أنه في محاوراته مع الصحافة ووسائل الإعلام أثناء شهرته الفنية كان يُواجَهْ بسؤال صريح: اسمك سعيد فهل أنت سعيد؟ فكان يجيبهم أنا مازالت سعي وأبحث عن الدال.
ثم علق قائلاً: فلما هداني الله تعالى وجدت الدال في شيئين هما الدين والدعوة، فاليوم أنا فعلاً سعيد.
الكاتب: د. جاسم المطوع.
المصدر: موقع يا له من دين.